ارتفاع درجات الحرارة ينبئ بمستقبل مشرق للتبريد السلبي
تصميم المباني الفعّال أمر بالغ الأهمية لتوفير مساحات أكثر انخفاضًا في درجة الحرارة حسبما ذكر محمد عبيد
كان عام 2016 هو الأعلى في درجة الحرارة على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، ولا يتوقع أن يكون عام 2017 أفضل منه بكثير. هذا ووفقًا لما ورد عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يرجع الارتفاع في درجات الحرارة إلى الانخفاض غير الطبيعي في الجليد البحري وكذلك الارتفاع المستمر في مستوى سطح البحر.
ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يشهد الشرق الأوسط والإمارات العربية المتحدة صيفًا حارًا عاماً بعد عام؛ حيثُ تشير أحدث البيانات إلى أن أعلى درجة حرارة مسجلة في المنطقة كانت في يونيو2010 حيث بلغت درجة الحرارة 52 درجة مئوية. ورغم أن هذا الرقم قد سُجّل مرة أخرى في عام 2015، إلا أنه من المرجح أنها لن تكون المرة الأخيرة التي نواجه فيها مثل هذه الحرارة المرتفعة في الشرق الأوسط.
تفرض درجات الحرارة المرتفعة تحديات على العمل اليومي وتؤثر سلبًا على توفير الطاقة، حيث يتطلب الأمر المزيد من التبريد للتحكم في درجة الحرارة الداخلية. والخبر السار هو أن هناك طرق للتخفيف من آثار ارتفاع درجات الحرارة وخلق مساحات أكثر برودة للمعيشة والعمل ــ والمفتاح هو تصميم المباني الفعال.
من المهم عند تصميم المباني تقديم شيء جذاب وعملي يكمل المساحة المحيطة. ففي دولة مثل الإمارات التي تشهد درجات الحرارة القصوى معظم السنة، يجب أن يكون أحد الاعتبارات الرئيسية هو جعل المساحة مريحة قدر الإمكان، لكن باستخدام وسائل سلبية. وهذا أمر هام بشكل خاص في المنازل والمكاتب، حيث يُنظر إليها على أنها ملاذات للهروب من الحرارة والرطوبة.
يركز تنفيذ التبريد السلبي في تصميم المباني بشكل رئيسي على التحكم في الحرارة وتبديد الحرارة بغية زيادة الراحة الحرارية في الأماكن المغلقة مع استهلاك ضئيل أو معدوم للطاقة الإضافية. وإحدى الطرق هي استخدام الألواح المصنوعة من المواد الفينولية أو الاستثمار في دهانات تكنولوجيا النانو، والتي تقلل من الحرارة الداخلية وبالتالي من استهلاك الطاقة. وميزة أخرى لهذه الحلول هي أنها تنقي الهواء بشكل طبيعي.
وبصرف النظر عن أساليب التبريد الداخلي، فمن المهم أيضًا التركيز على البيئة الخارجية الأكبر، فقد أدت أبحاث مهندسي جامعة ستانفورد إلى اختراع مادة طلاء ثورية يمكن أن تساعد على تبريد المباني حتى في الأيام المشمسة للغاية. وهذه المادة متعددة الطبقات الرقيقة للغاية المعروفة باسم التبريد بالإشعاع الفوتوني يمكن أن تكون بمثابة مرآة فعالة تعكس جميع أشعة الشمس التي تصل إليها تقريبًا، وتساعد في النهاية على إبعاد الحرارة عن المبانى.
يعد تنفيذ حلول مبتكرة مثل التبريد بالإشعاع الفوتوني في الشرق الأوسط أحد أفضل الطرق لخلق بيئة أكثر برودة بشكل سلبي، وهو شيء يجب أن تبدأ الصناعة في تنفيذه في أقرب وقت ممكن.
محمد عبيد هو مؤسس شركة إمكان.
المصدر: ME Construction News